وصلتني البارحة،
مكتوبةً بخط اليد، بالأسود الباهت،
وقرأت ما فيها.
حدثٌ رآه صديقي في حديقة الحيوان، عن فرس نهرٍ هشم البطيخة بفكه.
ففكرت قليلًا بما كتبه، هل سالت الدماء بسبب الفك السفلي،
أو العلوي؟
وهل لفرس النهر فكٌ علوي؟ وهل العلوي هو فك؟
هل يهم؟
تناول بالفقرة الأخرى قردًا عنكبوتيًا، رمى له حبة فول سوداني، فرماها.
ورمى له حبة كازو فشمها ورماها، وتلتها كستناءٌ غير مقشرة فدقها بالأرض ورماها،
ثم نخيةٌ خضراء فمضغها قليلًا وبصقها، وصرخ بوجهه.
كاد أن يقول له، ألا تجد ما تقدم لي غير الطعام!
وكتب لي عن فيلةٍ وابنتها تحركتا بخمولٍ.
ولاحظت أن لون الخط أقرب للكحلي من الأسود،
فأخذت الرسالة لأخي.
يا محمد، ما لون الرسالة؟
فقال من كتبها لك؟
فقلت أحدهم.
فنظر فيها وقال من يهتم ما لونها؟
قلت لونها أبيض، ولكني أقصد الكتابة.
فقال إنها مطبوعة وليست مكتوبة.
فقلت له إنني أود معرفة لون الكتابة.
قال من يهتم للونها؟
قلت أنا أهتم للونها.
قال لِمَ تهتم للونها؟
قلت بالواقع لا أهتم للونها.
فقال من يهتم بلون الكتابة!
فطويتها وقلت فعلًا، من يهتم للونها.
Jaber Alahmed,
May, 2021.