الشخصيات:
سبيچة (أم يوسف)،
فطوم عويس،
حصة عبدالجادر،
خالدة حي.
المشهد:
المكان، في منزل سبيچة (أم يوسف)، حيث تجلس النساء على أرائك متفرقة في صالة المنزل. حولهن أكواب الشاي وأطباق الحلوى والبسكويت. الزمن، الحاضر.
*تفتح الستارة*
سبيچة (وبيدها كوب الشاي): إيه، قولي منو شفت! شفت عايشة عبدالحي بالصالون يوم أسوي شعري حق العرس.
فطوم (تترك هاتفها للانتباه): عايشة ما غيرها، اللي بمسلسلة ’قرار الأيام‘؟
سبيچة: طلعت أول ما دشيت، ما حتى ثبتتها.
فطوم (بحماس): شعندها بالصالون؟
سبيچة: ما أدري، يمكن عندها شي.
فطوم (تلتفت لخالدة): خالدة تصير لچ؟
خالدة: احنا حي، وهي عبدالحي. اهما جنابنة، ما يصيرون لنا. (أي، من قبيلة الجنوب.)
حصة (بتنهد): حسافة بس لو تقطع زقاير أبرك لها.
سبيچة (مستغربة): تدخن؟ وييي قطيعة.
فطوم (بانهزام): ما أدري شصاير بالبنات هالأيام، هذه منو يتزوجها باچر؟
خالدة (متفاجئة): هي تدخن؟
حصة (بثقة من يمتلك دليل قاطع): إيه، يارتي تقول لي شافتها تدخن بالسيارة. وبرمضان بعد!
سبيچة (بغضب): أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وقاحة!
خالدة (منهزمة، ولكنها تود التعليق): لحظة، يمكن مو هي؟ يمكن مشبهة عليها؟
سبيچة (مدافعة، وبارتباك خفيف): لا نعرفها أم جاسم ما عمرها چذبت.
حصة (بريبة): وبعدين ليش تچذب علي يعني؟
خالدة: يمكن مو قاعدة تچذب بس ماهي متأكدة.
حصة (تختفي ملامحها): ليش، كنتي معاها؟
خالدة (باستغراب حاد، وعدم فهم معنى أو مغزى السؤال): ها؟ ما فهمت.
حصة (تسأل بصراحة): شفتيها ما تدخن يعني؟
خالدة (بتردد): لا.
حصة (هجومية خفيفة ومبررة): عيل ليش تدافعين عنها؟
فطوم (مهدئة الأوضاع): مو قاعدة تدافع، بس تقول يمكن ما تدخن. يمكن سوت شي ثاني غلط.
سبيچة (سؤال يبدر عن خوف): مثل شنو يعني؟
حصة (تبرير مع بدايات غضب): لو تدخن ما يمنع أنها تشرب أو تروح بارتيات.
سبيچة (غضب حاد): الله يقطعها. جليلة تربية.
خالدة (بانبهار): لحظة لحظة، أحد عنده أي دليل أنها سوت شي غلط؟
حصة (ارتباك، يختلط بخوف، كأنها تكذب لتوصل نقطة ما): إيه، ما بقت واحدة ما تخانقت معاها.
خالدة (متهمة): مثلًا يعني، تخانقت مع منو؟
حصة (مدافعة بقوة): شحقه تدافعين عنها؟ لا يكون لأنها من بنات عبدالحي؟
خالدة (بخوف، وبانبهار): شكو الحين، ما يصيرون لنا.
سبيچة (مع نبرة وعظية خفيفة): سبحان الله، ربي ما حرم الخمر إلا لأضراره. وبعدين يسوي يخليها تصير عيوز وريحة حلجها تخيس و… استغفر الله بس.
فطوم: الله يصلحها بس.
خالدة: لحظة لحظة! ليش الله يصلحها، شسوت هي؟
حصة (بخبث): ما تبين الله يصلحها؟
خالدة (تردد، وبعدها باندفاع): بلى… بس شسوت هي؟
حصة (بسخرية): سبحان الله ما سوت شي، عادي كل اللي سوته عادي والله غافر لها ما تقدم وما تأخر من ذنب.
خالدة (صورة الحيادية والوسطية): محد عنده أي دليل أن هي تدخن أو تشرب.
فطوم (استغراب حقيقي): بس مو صايدين عند ريلها مصنع خمور بسردابهم؟
سبيچة (مصلحة لفطوم): لا هذه عايشة ثانية. هذه عايشة مرموق.
حصة (تنظر لهما): بس بصراحة ما أستبعد.
سبيچة (بنبرة تحاول إنهاء الموضوع): إيه والله قطع.
فطوم (كختام): كل الأمراض تيي من التدخين والشرب والله يبعدنا عن الأمراض بعد.
حصة (تبرز الحكمة من القصة): الناس السنعة تنعرف على طول، وسبحان الله من تشوفين واحدة شينة تعرفين على طول أنها شينة. ربي يفضحها على طول.
خالدة (فاتحة الموضوع مرة أخرى لأهمية النقطة): هذا الكلام كله صح لو هي فعلًا تدخن. بس هل عندكم دليل أنها تدخن؟
حصة (بهجوم وغضب): يعني هي ما عندها أي عيب؟!
فطوم (نبرة وسطية): خالدة، كل إنسان عنده عيوب وهذا ليش لازم نستر على نفسنا. بس الله يفضح اللي يصر على الخطأ.
خالدة (مدافعة وبانهزام شديد): صح كلامچ، كل واحدة عندها عيوب وكل واحد عنده عيوب. بس هذه مو من عيوب عايشة.
فطوم (تردد ولكن لترضي الأطراف): يمكن تاخذ… حبوب، أو يمكن شي ثاني.
سبيچة: بنات خلاص غيروا الموضوع ما أحب السوالف هذه. الله يبعدنا عن الشر وعن الحرام.
فطوم: تذكرت، أم لطوف تطلقت أمس…
*تسدل الستارة*
Shuweikh,
May, 2023.